The Telemetry of Beauty.[Theoretical Analysis]steemCreated with Sketch.

in #steemstem6 years ago

[C. 1933 General Photographic Agency/Getty Images]

مرحبا بالجميع،

         هناك عدة طرق يمكننا وفقها التكلم عن الجمال وكيفية قياسه أو تقديره، فالجمال ومختلف الخصوصيات التي يقوم عليها له تاريخ وفير ونصيب كبير من الاهتمام الإنساني على مر العصور، فقد نال الجمال نصيب كبير من الشعر والأدب، وقد وجد لنفسه نصيب كبير في ملاحم التاريخ، بل يمكننا القول أنه كان في العديد من المناسبات المحرك والسبب الرئيسي في صناعة العديد من الأحداث التاريخية، ولهذا نجد أن مختلف الأفكار والذهنيات التي تدور حول مفهوم الجمال قد تجذرت في مختلف معتقدان الإنسان، الإجتماعية والسياسية والثقافية وحتى الدينية أيضا، لذا سنجد أنه من الطبيعي أن ينال الجمال هذا القدر الكبير من الاهتمام الإنساني، لكن وبغض النظر عن التقدير الإنساني، سنهتم هنا أكثر بالجانب والمتغيرات العلمية التي يطرحها مفهوم الجمال، كما المتغيرات التي لها علاقة بالمحركات النفسية لدى الشخص في فهمه وتقديره للجمال، إلى جانب الدور الذي تلعبه مختلف المدخلات الخارجية في هذه العملية، وذلك من أجل المحاولة للخروج ببعض الإستنتاجات حول ماهية الجمال، وماهي متطلباته، وهل هذه الأخيرة قائمة على متغيرات إجتماعية وثقافية وسياسية وحضارية، أم لها علاقة أكثر بالطبيعة الفيزيو-بيولوجية للإنسان.

 ----------------- 

 “How can one judge his own beauty if one was the only one?”   ~Victor Frankenstein

 ----------------- 

         إهتمامي بالموضوع كان لعدة أسباب وتحاليل سأعرض بعض منها في هذا المقال، وذلك لإتساع هذا الموضوع وتعدد مخرجاته، كما يمكن لأي شخص أن يطرح بعض الأسئلة البسيطة التي يمكنه إنطلاقا منها أن يبدأ بحثه في موضوع الجمال وكيفية تقدير الجمال؛ فمن بين أهم الأسئلة التي بدأت بالبحث عنها هي كيف يقدر الإنسان الجمال، هل الجمال مادة ثابتة يمكن ممعيرتها، أم هو مفهوم قائم على متغيرات بيئية وثقافية؟  ومن أجل القيام بهذه العملية وجب تحديد مجموعة من الأفكار أو أن أقوم ببناء فكرة نظرية ثابتة (Baseline) أعتمد عليها من أجل معالجة شق معين من هذا الموضوع وذلك عبر وضع بعض الأسئلة النظرية التي قمت بالإعتماد عليها، ومن بين أهم هذه الأسئلة، هي كيف سيتعامل الشخص مع الجمال إذا ما إفترضنا أنه يعد الشخص الوحيد الموجود أو الذي خلق، هذا السؤال يحدث إلى عزل الموضوع بطريقة كامل من مختلف المتغيرات الثقافية والإجتماعية وذلك من أجل المحاولة مع التعاطي مع الموضوع بطريقة ستسمح لنا فهم الجمال إلى حد أو سياق معين، كوين إمكانية أن يكون الجمال مفهوم مركب يعد وارد.  

[Photo by João Silas on Unsplash]

         لعل الطرح الذي قمنا بعرضه في الفقرة السابقة يوضح لنا النسق الذي سنعالج به السؤال، إذ أن عملية العزل التي قمنا بها لا تترك مجالا كبيرا للبحث، ولكنها تجعلنا نهتم أكثر بالعوامل الفطرية والفيزيولوجية للإنسان، كما طريقة تعامله مع صورته ومع صورة المخلوقات الموجودة حوله، كما يمكننا الإعتماد على العديد من المعلومات تي يمكننا إعتمادها من أجل فهم كيفية تفكير الإنسان في الحالات التي يولد بها بدون سمع أو بصر، فالتكلم على الجمال من منطلق بيولوجي يجعلنا نتعامل أكثر مع الهرمونات والمكونات الكيميائية المسؤولة عن الشعور(Stimulus)، والتي يمكن أن يكون لها دور في شعور الشخص بطريقة معينة، الأمر الذي يمكن أن ينعكس على التقدير الذهني للإنسان حيال الأشخاص الموجودين أمامه، الأمر الذي يمكن أن يعقد العملية بشكل أكبر إذ أن إعتماد التقدير النفسي للجمال على مجموعة من المنبهات، سيجعل الجمال مفهوم واسع وذو سياقات متعددة، ففي ظل السؤال الذي طرحناه من قبل، يمكن للشخص أن يقدر الجمال مع إختلاف أصنافه، إذ أن المدخلات الخارجية التي يمكن أن تؤثر على جسم الإنسان والتي تكون سببا في الشعور بالراحة أو النشوة الجنسية يمكن أن تضمن في مفهوم الجمال بالنسبة للشخص الذي هو في حالة عزلة تامة، بالإضافة إلى العديد من المتغيرات الأخرى من محيطه التي يمكن أن تتعامل مع متغير الندرة.  

 ----------------- 

“So, what you're saying is that I write poetry because underneath my mean, callous, heartless exterior, I really just want to be loved. Is that right?” ~Vogon Commander  

 ----------------- 

         إذا قمنا بربط مفهوم الجمال بعدة مركبات كيميائية في جسم الإنسان، وخاصة مع إعتماد السؤال النظري الذي قمنا بالإعتماد عليه في المرة الأولى، فالإفتراض يقول إنه من الممكن والمرجح أن تكون كل هذه المفاهيم ثابتة بالنسبة للجميع، لكن المشكلة التي تطرح نفسها هنا هي السؤال الذي قمنا بطرحه في نفس الوقت، إذ أن دماغ الإنسان هو بمثابة حاسوب يعتمد على المدخلات والمخرجات من أجل بناء قاعدة البيانات التي سيعتمد عليها في العيش أو من أجل التفاعل أو التعامل مع العالم الخارجي، لهذا فالطرح يتعامل مع ظروف مثالية لا يمكن أن تعكس بشكل كامل ما يعبر عليه الجمال بشكل دقيق، فالظروف التي قمنا بوضعها توفر لنا بعض البيانات التي يمكن أن نعتمد عليها لفهم جزء من الجمال، أو الجمال الذي له علاقة مباشرة بتأثير مختلف الهرمونات الموجودة بالجسم، والتي ستحدد العديد من المفاهيم إنطلاقات بتفاعل الشخص مع محيطه، لهذا يمكننا القول هنا أن الإنسان له عدة محددات للجمال وقد وضح العلماء بعض منها، بيانات مضمنة في الحمض النووي، وبيانات ستُصَنع بناءا على تفاعل الهرمونات والشخص مع المحيط الخارجي.  

[Photo by Zoltan Tasi on Unsplash]

         لقد كان الهدف من وضع السؤال النظري كما وضحت من قبل هو محاولة عزل الظاهرة بطريقة إمبريقية، لكن ماذا سيحدث لو قمنا بإدراج متغيرات أخرى؟ مثل المتغيرات الإجتماعية، والإثنية، والثقافية إلى غير ذلك. ففي تاريخ البحث الإنساني، يمكن أن نجد العديد من الإهتمامات التي حاولت دراسة السلوك الإنساني في هذا الشق، ولهذا سنحاول أكثر التكلم على الفترة الحديثة أو المعاصرة، وذلك من أجل محاولة فهم هذه الظاهرة داخل المجتمع، فمن الواضح جدا أن الجمال عند المجتمعات يختلف كثيرا، كما أن المعايير تختلف بشكل كبيرا جدا، وربما يمكننا إرجاع ذلك إلى العلاقة الموجودة بين الجمال والمحيط والبيئة التي يعيش فيها مجتمع معين، ولكن يمكننا أن نرى مؤخرا وجود إجماع حول المعايير التي تعبر على الجمال في المجتمع الحديث، ولعل ذلك يعود بشكل أساسي إلى مساهمة التقانة الحديثة والمفاهيم النظرية الحديثة في ذلك مثل ما هو الحال مع الشبكة العنكبوتية والعولمة العالمية.  

-----


[C. 1932 FPG/Hulton Archive/Getty Images]

         ومن أجل معرفة كيفية البحث وأين يجب على الإنسان أن يبحث من أجل ذلك، يجب النظر إلى الإنسان، خاصة ذلك الإنسان الذي بدأ أو قرر إستعمال مساحيق التجميل أو عمليات التجميل ليكون أجمل، فبغض النظر أن هذه العمليات يمكن أن تهدف إلى التخلص من تشوهات معينة، إلا أن معظم الحالات تشير إلى غير ذلك، ولكن الفكرة التي تهمنا هنا، هي القيام بفعل معين من أجل الوصول أو تغيير شيء معين بسبب معايير سائدة في المجتمع وهنا تكمن فكرة الدور الذي يمكن أن يلعبه المجتمع في ممعيرة الجمال. يمكننا النظر إلى العمل المميز الذي قام به المجمل ورجل الأعمال والمخترع ماكسيميليان فاكتوروفيتش (Maksymilian Faktorowicz)، حيث أنه قام بإختراع آلة في ثلاثينيات القرن الماضي يمكن أن نطلق عليها آلة قياس معدل الجمال (Beauty Micrometer) والتي قام بصناعتها بنفسه، هذه الآلة كانت تهدف إلى القيام بقياسات معينة على وجه المرأة وذلك من أجل إيجاد الأخطاء الموجودة، ثم يقوم بذلك فاكتوروفيتش بعرض مجموعة من مساحيق التجميل على النساء من أجل معالجة هذه الأخطاء، ثم أطلق على هذه العملية إسم التجميل (Make-Up)  وقد كان هذا الأمر سببا مباشرا في إنتشار وشهرة هذه الكلمة، كما أسس بعد ذلك شركة تعد اليوم من أكبر الشركات التي تنشط في مجال مستحضرات التجميل والتي تسمى ماكس فاكتور (Max Factor). الذي يهمنا ليس القيمة العلمية لمثل هذا المشروع، أو البحث في طبيعة الإختراع، بقدر ما هو الاهتمام بفكرة أن الجمال أصبع صناعة وتجارة عالمية، أنه هناك مجموعة من المقاييس والأعراف التي أصبحت سائدة والتي فرضت نفسها مع مرور الوقت على ذهنية الأجيال، خاصة فيما يعلق بمحددات الجمال، الأمر الذي يوحي لنا أن الجمال مفهوم معقد ومركب، وهو في تفاعل دائم مع البيئة ومختلف المدخلات، فمن الواضح جدا أن المظهر الخارجي له دور كبير في التفاعل الاجتماعي، ويمكننا أند هذا أيضا في عالم الحيوانات أن تلعب الألوان في العديد من المناسبات دورا أساسيا في عملية إختيار الشريك، لأن الألوان وفق العلماء تعبر في العديد من الأحيان على الصحة الجيدة أو القوة، وتختلف هذه المحددات بإختلاف نوع الحيوان، وهذه العملية لا تتطلب أساليب معينة من التلقين، إذ أن عملية الإنجذاب لا تخضع لسلوك إجتماعي معين في عالج الحيوانات، بل هذه العملية مضمنة جينيا في سلوك الحيوانـ وتتفاعل بمستويات معقدة أخرى مع الجسم نفسه من أجل إختيار الشريك.

-----


[Hirschhorn 6-fold-rotational symmetry pentagonal tiling By Autopilot]
[Mpyv colorbychain By Opabinia regalis]

         فالإنسان نفسه يميل إلى أشكال معينة، وقد تكلم العلماء على دور التناظر في عملية تحديد مقاييس الجمال (Symmetry)، فالإنسان يميل إلى الأشكال المتناسقة، وعالم الحيوانات له نصيب من هذه الفكرة أيضا، وقد عُبر على أن ذلك ربما يعود إلى طريقة عمل العقل في إدراك العالم الخارجي إذ أن الأشكال التي لا تتوفر على التناظر يقوم العقل بجهد اكبر في إدراك المكان ككل، أو في معالجة البيانات التي يتحصل عليها، لهذا يميل العقل كثير للأشكال المتناظرة، كما هناك العديد من الأفكار التي تتكلم على فكرة أن العقل يتفاعل مع الشكل كونه يعتمد على البيانات التي يراها من أجل تحديد إذا كان الشخص مريض أو لديه علامات تدل على أنه ليس في صحة جيدة، والشكل الغير متناظر أو المشوه يشير على أن الهدف القيد تحليل ليس شريك مناسب للتكاثر، فقد أثبتت أن الدراسات أن الشخص يمكنه أن يحدد إذا كان الشخص سيكون شريك مناسب أو لا في أقل من 30 ثانية فقط عبر الشكل، رغم أن الشخص لم يتكلم إطلاقا، مثل هذه النماذج توضح لنا كيفية عمل عقل الإنسان وكيفية تفاعل هذا العقل مع المحيط، ضف إلى هذا العديد من المتغيرات الاجتماعية الأخرى التي تتعلق بالجمال مثل ما هو الحال مع اللباس، وطريقة المشي أو التكلم أو تسريح الشعر إلى غير ذلك.فالفصل بطريقة دقيقة بين الحدود الموجودة بين ما هو طبيعي وغريزي، وبين ما هو إجتماعي أصبح موجود عبر التلقين يعد أمرا صعبا، ذلك أن هذه العملية تعتمد في العديد من الأحيان على متغيرات غريزية من أجل توظيفها وتضمينها في المخرجات الإجتماعية، ويمكننا رؤية ذلك في طريقة صنع الألبسة، أو العمليات الجراحية التجميلية، أو حتى في العادات المتبعة؛ ففي بعض الدول الإفريقية تقوم النساء بتسمين البنت منذ الصغر بطريقة مستمرة، حتى أن ذلك يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى الغثيان المستمر، وذلك من أجل الزيادة في الوزن لأن الوزن يعتبر متغير مهم للجمال، عكس العديد من الدول الأخرى التي ترى في هذه الصفة ميزة غير جذابة وصحية في النساء، مثل هذه الأمثلة والنماذج موجودة بكثرة في مختلف أرجاء العالم، بل يمكنها حتى أن تطال مفاهيم معاكسة بطريقة جذرية أين يصبح التشوه علامة للجمال أو أن تبنى ثقافة معينة حول مفهوم تقدير ذلك النوع من الجمال الذي لا يعبر بالضرورة على الكمال.

-----


[Japanese girl with a Yeaba teeths By Japan Today]
[Image of a young woman’s face By agnautacouture.com]
[A Kayan Lahwi girl By Diliff]

          هناك مفهوم في اليابان أجده فريد من نوعه يطلق عليه إسم وابي سابي (Wabi-sabi)، وهي فلسفة جمالية تعبر على فكرة أنه يمكنك رؤية الجمال في كل مكان، فهي بعيدة جدا عن فكرة التماثل والعديد من المتغيرات الجمالية السائدة، فهي طريقة جديدة للتعبير على النفس وإحترام الآخر وتتطلب نوع من التأمل الذي سيسمح للشخص في نظر رواد هذا التيار بالنظر إلى العالم الخارجي بطريقة مختلفة وأكثر عمقا. لقد أوحى هذا التيار العديد من التصاميم التي تتنافى مع الأساليب التقليدية للفن، كما له وجود خاصة في إصلاح الأواني، فالأواني ينظر إليها على أنها تمثل تاريخ من المشاعر والأفكار، واحسن طريقة لتخليدها هي إصلاحها بالذهب عندما تنكسر، مثل هذه الأفكار لها وجود حتى في بعض السلوكيات في إدراك جمال الأشخاص، ففي اليابان مثلا يمكننا رؤية ظاهرة تسمى بـ ييبا (Yaeba) التي تهدف إلى جعل الأسنان ذو شكل معين لأن ذلك يعد من معايير الجمال في اليابان، شيء آخر أيضا يمكننا إيجاده في إفريقيا لكنه بعيد نوعا ما عن فلسفة وابي سابي، أي تقوم العديد من القبال بتشويه الجسم بطريقة معين لأن ذلك يعد في نظرهم شيء جميل جدا، نفس الأمر ينطبق على العديد من الشعوب الإفريقية الأسيوية القديمة التي لازالت إلى حد الآن تستعمل ما يسمى بـ خاتم الرقبة (Neck ring) لإطالة الرقبة. مثل هذه النماذج والإختلافات الجذرية يمكننا إيجادها الجذرية يمكننا إيجادها بكثرة في مختلف أنحاء العالم، وتختلف ليس فقط من ناحية التصميم والطبيعة، ولكن حتى من حيث المبادئ الفلسفية والقيمية الموجودة حولها، فإن كانت ثقافة قبول عدم التناسق في وابي سابي سامي كان سببا في الميول إلى تصاميم معينة، فإن تشويه الجلد بهدف الجمال لا يجب أن يكون بالضرورة لنفس الأسباب في الشعوب الإفريقية، إذ يمكن أن يكون بسبب عقائدي ثقافي أو غير ذلك من الأسباب، الأمر الذي سمح كما هو واضح بتنوع ثقافي كبير في العالم، ويعطينا فكرة مدى تعلق الإنسان وتأثره ببيئته، ربما يمكننا أن هذا الأمر يعد شيء جميل في حدا ذاته! لقد تكلم هانتينغتون (Samuel Phillips Huntington) من قبل حول صراع الحصارات (Clash of Civilizations) وتكلم أيضا حول الحضارة الإسلامية على أن الصراع سيكون بين مختلف الإمتدادات الحضارية في العالم، خاصة بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية والكونفوشيوسية، ربما هنا دليل على مدى خطورة فرض ثقافة معينة على بقية الشعوب وعدم إحترام خصوصية الأمم على حدا، وهنا نحن هنا نتمكن من تحسس هذه المشكلة السياسة عبر دراسة الجمال ومحدداته عند مختلف الأمم، فالعديد من الحروب التي جاءت بعد الحرب الباردة جاءت بسبب ما يسمى بـ تصدير الديمقراطية، أي محاولة المجتمع الغربي فرض الديمقراطية بالقوة عبر العديد من الوسائل التي في الغالب تعد غير قانونية وأخلاقية، الأمر الذي نتج عنه بروز العديد من ديمقراطيات الواجهة التي لا تعبر في مضمونها على ديمقراطية فعلية، هذا إذا إفترضنا جدلا أن الديمقراطية هي النظام الأمثل، مثل هذه العمليات الجبرية يمكن رؤيتها كأن شخص ما يدمر بستانا كاملا مليئا بالورود المختلفة، ليستبدلها بنوع واحد من الأزهار، نفس الأمر بالنسبة للقضايا الثقافية التي لها عدة أواصل في مفهوم الجمال، فالإختلاف ركيزة وصيغة جمالية في حذ ذاته والتناسق لا يعبر على الجمال في كل الحالات، بل يمكن أن يصبح هاجسا ومثبطا للعزائم. 

         ولختم الموضوع وهذا الطرح النظري، يبدو أن الحقيقة دائما ما تكون أعقد كلما كانت بسيطة، الجمل مصطلح يعبر على مجموعة واسعة من الأفكار والقيم التي لا يمكن عدها أو حصرها، كما أنه مفهوم زئبقي لا يمكن تضمينه مكانيا وزمانيا، ولكن هذا لا يعني طبعا أنه لا توجد هناك محددات معينة لمعنى الجمال، والتي يمكن أن نقتفي أثرها في المحركات النفسية التي إلى مجموعة من المؤثرات الهرمونية الموجودة في الجسم. لكن عموما توضح لنا جل هذه الأفكار أن الجمال يمكن النظر إليه بطريقة مقسمة، ويمكن فهم ذلك في مدلول الأفكار التي قمنا بعرضها، فطبيعة الظاهرة الإنسانية جعلت من الإنسان يتميز كثيرا عن عالم الحيوانات، فالحقيقة أن كل شيء موجود حول الإنسان يمكن النظر إليه على أنه جميل، ولكن النظر أو الإقتناع بهذه الفكرة ستتطلب الكثير من التعمق في طبيعة هذا الكون وخلقه، فالعلماء في مختلف التخصصات يرون الجمال في مختلف المجالات التي يقومون بدراستها، لهذا النظر إلى الجمال بطريقة ثابتة وممعيرة يعد شيء صعب في حد ذاته، ربما على الإنسانية أن تبحث أكثر في مفهوم الجمال الحقيقي، فلا يخفى على أحد أن هذه المعايير الكاذبة للجمال والتي تروج عبر وسائل التواصل الاجتماعي لها أثر سلمي كبير على مختلف أجناس البشر، خاصة إذا ما كانت هناك إمكانية الحصول على مردود إقتصادي وراء هذه المعايير المعتمدة، كل هذه الإختلافات في الجمال، خاصة بين الشعوب، توضح لنا فعلا أنه لا يوجد هناك جمالا حقيقيا، كما تبين لنا أيضا مدى أهمية المدخلات الثقافية والإجتماعية في تحديد مفهوم الجمال إلى جانب المتغيرات البيولوجية، لهذا وجب النظر إلى الجمال والأشياء التي يعبر عليها بطريقة أكثر حكمة، وعلى الشخص أن يقف على حقيقة أن سلوكه مع الأشخاص لا يجب أن يكون أبدا قائم على متغيرات زائفة لا تشكل حقيقتا قلب ما يمثله الإنسان.  

 -----------------

[13]-[12]-[11]-[10]-[9]-[8]-[7]-[6]-[5]-[4]-[3]-[2]-[1]

 -----------------

!For Science

By Victor Frankenstein 

Sort:  


حصلت على تصويت من
@arabsteem curation trail !
و تم اختيار مقالتك ضمن مقالات يومية مختارة للنشر في مقالنا اليومي
يمكنك الحصول على تصويت اضافي عبر ارسال مبلغ اقله
0.05
ستيم او اسبيدي الى حساب التصويت الالي
@arabpromo
مع رابط المقال في حقل المذكرة (memo)
مما يتيح لك الحصول على تصويت مربح بحوالي 2.5 اضعاف :)

Congratulations @dr-frankenstein! You have completed the following achievement on Steemit and have been rewarded with new badge(s) :

Award for the number of posts published

Click on the badge to view your Board of Honor.
If you no longer want to receive notifications, reply to this comment with the word STOP

To support your work, I also upvoted your post!

Do not miss the last post from @steemitboard:
SteemitBoard World Cup Contest - Let's go for the Quarter-Finals


Participate in the SteemitBoard World Cup Contest!
Collect World Cup badges and win free SBD
Support the Gold Sponsors of the contest: @good-karma and @lukestokes


Do you like SteemitBoard's project? Then Vote for its witness and get one more award!

Coin Marketplace

STEEM 0.29
TRX 0.12
JST 0.033
BTC 63071.06
ETH 3121.31
USDT 1.00
SBD 3.84