معالم سوريا3/حمص مقبرة الكثيب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة وبعد، قد كتبت لحضراتكم عن ثلاث معالم هامة في محافظتي حمص اليوم في معلم جديد ومعلم من المعالم الرفيعة والجميلة هو لا يعد معلم مثل المعالم التي نشرتها لكم، لكن هذا المعلم قد جسده ارواح الشهداء الذي قام بهم، دعونا نتعرف على ثاني أكبر مقبرة تضم أجساد وأرواح الصحابة رضوان الله عليهم بعد مقبرة البقيع في المدينة المنورة.

مقبرة الكتيب

المصدر

موقع المقبرة با التحديد:

كما تعلمون أنني أتكلم عن محافظة حمص في سوريا فهذه المقبرة تقع في سوريا في محافظة حمص تقع خارج باب الدريب شمال شرق حمص القديمة واتُخذ هذا الكثيب كمقبرة للمسلمين منذ الفتح العربي.

تسمية المقبرة با الكثيب:

يرجع تسمية المقبرة با الكثيب أو الكتيب ذلك لأنها تقع على تلة مرتفعة صفراء واشتهر بتسميته الكتيب وذلك من تكرار هذا الأسم له من قبل أهالي حمص.
‏

عدد الصحابة المدفونين في المقبرة:

لم تقتصر هذه المقبرة على الصحابة فقط فهناك من دفن داخل المقبرة من التابعين وعلماء حمص القدماء كا الشيخ محود جنيد وغيره، إن العدد الدقيق للصحابة الذين دفنوا في هذه المقبرة غير معروف كتحديد عدد لكن هناك من قال أن يحوي على أكثر من ثلاث مئة صحابي أستشهدوا في حمص ودفنوا في مقبرة الكثيب، ومنهم من قال أكثر من أربع مئة صحابي، ويبقى العدد الدقيق غير معروف إلى الأن.

طبيعة وبنية المقبرة:

كما ذكرت لحضراتكم أن هذه المقبرة تقع على تل أصفر تربته مائلة للصفار قليلا، المقبرة مسورة بسور خارجي وبنية القبور كانت قديما سوية مع الأرض لكن مع مرور الوقت بنيت مثل القبور التي تبنى الأن، وقد منع الدفن داخلها لكي تبقى رمزا للصحابة رضوان الله عنهم.

اقتباس تاريخي للصحابي عمرو بن معد يكرب:

قبيل معركة القادسية طلب قائد الجيش سعد بن أبي وقاص مددًا من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ليستعين به على حرب الفرس، فأرسل أمير المؤمنين إلى سعد رجلين فقط، هما: عمرو بن معد يكرب، وطليحة بن خويلد ط، وقال في رسالته لسعد: إني أمددتك بألفي رجل،وعندما بدأ القتال ألقى عمرو بنفسه بين صفوف الأعداء يضرب فيهم يمينًا ويسارًا، فلما رآه المسلمون، هجموا خلفه يحصدون رؤوس الفرس حصدًا، وأثناء القتال وقف عمرو وسط الجند يشجعهم على القتال قائلاً: يا معشر المهاجرين كونوا أسودا أشداء، فإن الفارس إذا ألقى رمحه يئس، فلما رآه أحد قواد الفرس يشجع أصحابه رماه بنبل، فأصابت قوسه ولم تصبه، فهجم عليه عمرو فطعنه، ثم أخذه بين صفوف المسلمين، واحتز رأسه، وقال للمسلمين: اصنعوا هكذا، وظل يقاتل حتى أتم الله النصر للمسلمين، المصدر للطبراني،توفي رضي الله عنه في حمص ودفن فيها في منطقة سميت فيما بعد بابا عمرو ومثل هذه المعارك كثير الذي خاضها صحابة رسول الله على أراضي حمص ولذلك دفن عدد كبير من الصحابة داخلها وأتخذوا تلة الكثيب مقبرة لهم.

بعض من أسماء الصحابة بداخل المقبرة:

هذه بعض أسماء الصحابة الذين دفنوا في حمص إجمالا ولكن أغلبهم دفنوا في مقبرة الكثيب من هذه الأسماء:

الأشعث بن مئناس والصباح بن شتير وذهيل بن عط وأبان بن سعيد بن العاص وأبن عابس وأبو الأعور السلمي وأبو أمامه الباهلي المدفون في القرية التي سميت باسمه قرية أبو أمامه شرقي حمص 35 كم واﻷشعث بسر بن جحاش القرشي وبلال بن هبيرة الأزدي وثوبان بن جحدر مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مدفون في المسجد المسمى باسمه واسمه وحشي في حي باب الدريب وجابر بن خويلد الربعي وجبلة بن الأزرقوجمح بن قادم وحابس بن سعد الطاني وحاتم بن المعتمر الباهلي والحارث بن معاوية الكندي الأعرج وحبيب بن مسلمة الفهري والي حمص الخامس أيام الخلافة الراشدةوالحجاج بن عبد الله بن سهل النصري ومعاذ بن جبل والكثيرون منهم قد دفنوا في هذه البقعة الجميلة.

حال المقبرة قبل وبعد عام 2012:

كانت المقبرة تقع وسط حمص مما شكل للنظام مشكلة في المد العمراني فقرر هدم المقبرة والبناء فوقها لكن هذا لم يحصل لأسباب مجهولة لم يتم ذكرها ولا أحد يعرفها، بقيت المقبرة على حالها ولم تغير أو تهدم من قبل أحد وتابع الزوار والوافدون يزورون ويستعلمون عن هذه المقبرة، بعد عام 2012 وبعد اندلاع الأحداث في سوريا تعرضت المقبرة للقصف من قبل النظام مما أدى لتدمير بعض القبور، والأن لم يعد يتوافد إليها أحد بسبب الحصار وبسبب وجود النظام على الحكم.

في النهاية أشكركم على حسن القراءة وأتمنى أن تكونوا قد استفدتم ببعض المعلومات عن هذه المقبرة المنسية وكل الشكر أوصله لمجتمع ستيم خصوصا المجتمع العربي.

حرر بتاريخ: 2020/8/13.
كتبه: أحمد البقاعي.