رسالة إلى الغائبين..

لا أخاطب من مات في هذه الرساله او الخاطرة..

بل أخاطب من هم أحياء بيننا لكنهم تعبون وربما ميتون من الداخل...

إلى الغائبين بعد أن كانوا بكل كيانهم حاضرين...

حاضرين في الاجتماعات والجلسات والحفلات والنقاشات والرسالات والمحادثات..
المشهورين بحضورهم الملفت الباقي في الأذهان..
والآن هم يتغيبون عن أبسط اجتماع...

لا أعاتبكم... ولا ألومكم... لابد وأن هناك جرح ينزف فيكم لا تريدون إظهاره للجميع.. أو مرض ابتليتم به... أو وضع مادي ربما... أو أبسطها حالة نفسية سيئة محزنة قد أصابتكم..

هذه الرساله لكم لتواسيكم فقط.. وليس للتنظير أو محاولة الإصلاح أو النصح... هذه الرسالة لكم لتحتضنكم... لتمسح دموعكم... لتقول لكم...أنتم لستم وحدكم..

نعم... أنتم لستم وحدكم.. هنالك الكثيرون مثلكم يعانون بصمت... وينسحبون من الزحام بعد أن كانوا اجتماعيين درجة أولى..

لستم وحدكم... أنتم في دعاء الكثير من "الحجات" و"الختايرة" ذوي البركة الذين يدعون كل فجر وكل صباح وكل وقت..

لستم وحدكم... أنتم تخطرون ببال الكثيرين ممن كانوا يرونكم في كل وقت...
لكن لا تعتبوا عليهم... هم أيضا مشغولين ومبتلين...

قد يلاحظ البعض منهم غيابكم.. ويرسل أو يتصل ليطمئن ... وهنا.. لا بأس أن تفضفض ولو قليلا عن مكنونات قلبك المتعب.. وروحك التي أصبحت إلى الانهيار أقرب... لا بأس أن تبكي... ولا بأس أيضا أن تنتحب..

إلى الغائبين الذين يعيشون كل يوم بيومه... إلى الغائبين الذين يفعلون كل ما في وسعهم ليبقوا على قيد الأمل.....

الى الغائبين الذين يبحثون عن سبب ليضحكوا ويخرجوا من حلق الضيق الفظيعة القاسية....

إلى الغائبين الذين لا تغيب الابتسامة عن وجههم حين تلقاهم... والذين لا يُشعرون أي أحد بهمّهم...

إلى الغائبين الكثر في هذا العالم... أقول لكم بكل حب..

لستم وحدكم...!

دمتم بود