"العالم الإسلامي".. التضخم السياسي والقطيعة مع الخبرة التاريخية

in steemit-syria3 years ago

نواصل تناول كتاب دكتور جميل أيدن "فكرة العالم الإسلامي: تاريخ فكري عالمي"، والذي يطرح فيه أن العالم الإسلامي مفهوم كولونيالي علماني، لم يستمد مفاهيميا وتاريخيا من مفهوم الأمة القرآني، وهو قائم على فكرة الإسلام المجرد الجامد المنزوع من سياقاته التاريخية والاجتماعية والثقافية.

وقد استند أيدن في الحجج الرئيسية والمحطات التاريخية التي توقف عندها، إلى أن مفهوم الوحدة الإسلامية كان مبتورا وجاء في سياق التوازن الإمبراطوري ولم تدفعه نظرية عالمية حول الخلافة، ولم يكن التاريخ المشترك ولا التقاليد الثابتة للمسلمين هي من أسس لفكرة العالم الإسلامي، كما تحدث عن الانقطاع مع خبرة المسلمين السياسية.

التضخم السياسي.. القطيعة مع خبرة المسلمين
إن الرؤى السياسية الإسلامية منذ منتصف القرن الـ19 فصاعدا، بما فيها الحراك الأممي الإٍسلامي، لا تعكس تقليدا مستقرا ومستمرا بل تعكس بالأحرى التشابك الخاص بالتاريخ الفكري الإسلامي وتحول النظام الدولي من عهد الإمبراطوريات إلى عهد الدول القومية المعاصر، ومن ثم، فإن الرؤى السياسية الإسلامية الحديثة مُنبتّة عما شهده المسلمون خلال تاريخهم.

إن خبرة المسلمين فيما قبل القرن الـ19 توضح أن الأسر الحاكمة المسلمة القوية يمكن أن تتحداها وتضعفها أسر حاكمة مسلمة أخرى. وبينما كانت تقنيات النقل والاتصال قد أتاحت الكثير من الترابط بين العلماء والنخب الإسلامية، فلم يكن هناك بعد حس بوجود رأي عام إسلامي عالمي، ناهيك عن وجود أية سردية مشتركة عن التاريخ والخبرة السياسية الإسلامية.

لم تسعَ الإمبراطورية العثمانية لتمثيل المسلمين في العالم لأنها يمكن أن تقوم بذلك على نحو لائق، ولكن لأن ذلك كان حكيما من الناحية الإستراتيجية. ولذلك فإن نفس الجهاز العصبي للحراك الأممي الإسلامي استمر في العمل بعد الخلافة

المصدر

Coin Marketplace

STEEM 0.19
TRX 0.18
JST 0.031
BTC 87822.78
ETH 3173.06
USDT 1.00
SBD 2.81