علي جمعة: الأخلاق ليست شيئا ثانويا في الإسلام إنما ركيزة من ركائزه

in steemit-syria3 years ago

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ربى أصحابه على تزكية أرواحهم وبناء شخصياتهم وتحمل مسئولياتهم الدينية والدنيوية , وأرشدهم إلى الطريق التي تساعدهم على تحقيق ذلك بحثهم على التدبر في كون الله ومخلوقاته , وفي كتاب الله تعالى , حتى يشعروا بعظمة الخالق وحكمته سبحانه وتعالى، وكذلك بالتأمل في علم الله الشامل وإحاطته الكاملة بكل ما في الكون, لأن ذلك يملأ الروح والقلب بعظمة الله, ويطهر النفس من الشكوك والأمراض.

وأضاف علي جمعة عبر صفحته على فيس بوك: أن رسول الله أرشد أصحابه أيضا إلى سبل الإخلاص في عبادة الله عز وجل, وذلك لأنه من أعظم الوسائل لتربية الروح وأجلها قدرا, إذ العبادة غاية التذلل لله سبحانه ولا يستحقها إلا الله وحده ولذلك قال سبحانه: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) .

المصدر

وأشار علي جمعة إلى أنه لم يكتف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحث على العبادات الظاهرة, بل ربى أصحابه كذلك على مكارم الأخلاق بأساليب متنوعة, فالمتدبر للقرآن المكي يجده مليئا بالحث على مكارم الأخلاق وعلى تنقية الروح وتصفيتها من كل ما يعوق سيرها إلى الله تعالى, ورسولنا عليه الصلاة والسلام القدوة الكاملة والمربي الناصح للأمة كان في غاية الخلق, فعن عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم, قالت: «كان خلقه القرآن» (مسند أحمد).

علي جمعة: هناك عقيدة مرتبطة بالخلق يترتب عليها الرحمة والتوكل على الله
علي جمعة: رسول الله كان موفقا من ربه لأن يكون رحمة للعالمين
وتابع علي جمعة كان الرسول ﷺ يعرض الأخلاق مع العبادة والعقائد في وقت واحد, لأن العلاقة بين الأخلاق والعقيدة واضحة في كتاب الله تعالى.

إن الأخلاق ليست شيئا ثانويا في هذا الدين, وليست محصورة في نطاق معين من نطاقات السلوك البشري, إنما هي ركيزة من ركائزه, كما أنها شاملة للسلوك البشري كله كما أن المظاهر السلوكية كلها ذات الصبغة الخلقية الواضحة هي الترجمة العملية للاعتقاد والإيمان الصحيح, لأن الإيمان ليس مشاعر مكنونة في داخل الضمير فحسب, إنما هو عمل سلوكي ظاهر كذلك, بحيث يحق لنا حين لا نرى ذلك السلوك العملي أو حين نرى عكسه, أن نتساءل: أين الإيمان إذن؟ وما قيمته إذا لم يتحول إلى سلوك؟

وقد اهتمت التربية النبوية بتربية الصحابي على تنمية قدرته في النظر والتأمل والتفكر والتدبر, لأن ذلك هو الذي يؤهله لحمل أعباء الدعوة إلى الله, فالعقل يعتبر إحدى طاقات الإنسان المهمة, وقد جعله المولى عز وجل مناط التكليف, كما يعتبر العقل نعمة منّ الله على الإنسان يتمكن بها من قبول العلم واستيعابه, ولذلك

منهج القرآن لتربية العقل
وضع القرآن الكريم منهجا لتربية العقل سار عليه رسول الله ﷺ لتربية أصحابه :

ومن أهم نقاط هذا المنهج: تجريد العقل من المسلمات المبنية على الظن والتخمين أو التبعية والتقليد. ومنها: إلزام العقل بالتحري والتثبت.

ومنها: دعوة العقل إلى التدبر والتأمل في نواميس الكون.

ومنها: دعوة العقل إلى التأمل في حكمة ما شرع الله لعباده من عبادات ومعاملات وأخلاق وآداب وأسلوب حياة كامل في السلم والحرب والإقامة والسفر, لأن ذلك ينضج العقل وينميه، وتعرفه على تلك الحكم يعطيه أحسن الفرص ليطبق الشرع الرباني في حياته, ولا يبغي عنه حولا, لما فيه من السكينة والطمأنينة والسعادة والبشرية, ولأن الله سبحانه وتعالي إنما شرع ما شرع لذلك.

ومنها: دعوة العقل إلى النظر في سنة الله في الناس عبر التاريخ البشري: ليتعظ الناظر ويتأمل في سنن الله في الأمم والشعوب والدول.

لقد ربى النبي ﷺ صحابته على المنهج الكريم, منهج تزكية الأرواح, وإصلاح القلوب, وتصفية النفوس, وتنوير العقول, مع المحافظة على الأجساد ورعايتها وتقويتها لإعداد الشخصية الإسلامية الربانية المتوازنة.

Coin Marketplace

STEEM 0.16
TRX 0.16
JST 0.032
BTC 59398.61
ETH 2510.08
USDT 1.00
SBD 2.43