موسيقى الفادو - حين يكون الحزن صِبغَة

in #fado3 years ago (edited)

موسيقى الفادو
حين يكون الحزن صِبغَة
.
.
حزن، شجن، حنين، توق، وأمل
أن تشعر بالحزن دون أن يكون عبئاً؛ أن تصادق حزنك
هذا الحزن تَرِكة، ورثه البرتغالي وجسده بعمق في موسيقى فادو. يمكن أن ندرك عمق هذه الموسيقى بكلمة Saudade البرتغالية. كلمة “سوداد” ليس لها ترجمة لا بالعربية ولا الإنجليزية؛ تحتاج قواميس تشرح المفردة وموسيقى فادو حتى تصل لعمقها.
إدراكك لمعنى المفردة وعمقها تشعر بهما عند سماعك لـ أماليا تغني مع عازفو الجيتار الذين يصاحبون عادةً مؤديها (عازفان إلى أربعة مع نوعان من الجيتار ؛ برتغالي ١٢ وتر وباس ٨ أوتار).
الموسيقى والمفردة مرتبطتان ببعضهما ارتباط لوريل وهاردي، مكملتان لبعضهما ومتلازمتان في كثير من الأغاني.
تعني كلمة “سوداد” البرتغالية الحنين والشوق الحزين، شعور الشوق لشيء أو شخص تفتقده،وهذا الفقد دائم وطويل.
يشرح معناها العالم البرتغالي أوبري بيل بأنها “رغبة غامضة ومستمرة لشيء غير موجود وربما لا يمكن أن يوجد، لشيء يعود للماضي، للمستقبل دون الحاضر” ويضيف “ليس حزن مستاء ومؤثر؛ بل هو توق وحزن حالم خامل”
وفادو (التي تعني القدر أو المصير أو الموت) هي روح لشبونة، حيث تصدح موسيقاها طوال اليوم من على الشرفات وفي المقاهي والطرقات في أرجاء العاصمة لشبونة.
يعود تاريخ هذه الموسيقى لعشرينيات القرن التاسع عشر وربما أقدم. في موسيقى الفادو يغني المغني بإيقاعات حزينة، بمشاعر الاستسلام والكآبة، يغني عن البحارة والفقراء، عن الواقع الصعب للحياة اليومية للإنسان في البرتغال، محملاً -هذا الإنسان- بتكيفه مع هذا الواقع والأمل في أن انتهاء عذاباته لا يزال ممكناً.
هناك نوعان من الفادو، الأول والأشهر فادو لشبونة، والآخر فادو كويمبرا المرتبط بالطبقات الأكاديمية والعليا في المجتمع والذي يُغنى فقط من قبل الرجال، مرتدين اللباس الأسود والقبعات السوداء يغنون في الشوارع والساحات ليلاً.
وتعود جذور فادو لشبونة للفئات المهمشة والمهاجرين في المجتمع البرتغالي. وبدأ انتشارها في أماكن تواجد البحارة والبغايا. برز هذا النوع وانتشر بشكله الحالي في بداية القرن العشرين، حيث بزغ في عام ١٩٢٦م بسبب الرقابة الشديدة والاشتراطات الصارمة على العروض الترفيهية وأماكنها، حيث وجد حريته داخل البيوت. كان للراديو الفضل الأكبر في انتشار الفادو وأخيراً في تسعينيات القرن الماضي أصبحت موسيقى فادو موسيقى عالمية لها جمهور حول العالم، وسجلت لاحقاً في اليونسكو ضمن قائمة التراث الثقافي الغير المادي.
انتشر الفادو حول العالم بفضل أماليا رودريغيز (ملكة الفادو) حيث أصبحت الملهمة والمرجع لكل مغنين الفادو حول العالم.
.
.
‏إثنان من أجمل أغاني أماليا رودريغوز



.
فادو كويمبرا حيث يغنى من قبل رجال متوشحون الأسود ويتواجدون في الساحات

.
‏ماريزا واحدة من أشهر مغنين فادو الآن
Sort:  
Loading...

Coin Marketplace

STEEM 0.18
TRX 0.16
JST 0.030
BTC 68227.33
ETH 2646.21
USDT 1.00
SBD 2.70