قصة خلق الانسان و نظرية التطور
هل فكر احدكم يوما كيف خلق الله سبحانه و تعالى الانسان ؟ و هل تعجبتم ايضا من نظرية العالم دارون بأننا كنا قردةً و تطورنا لنصبح ما نحن عليه الآن
و تيمناً بقول تعالى: (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الله الخلق) العنكبوت 20، فيجب علينا اتباع امر الله بمعرفة كيف خلقنا الله تعالى
كما ذكر في قرآننا الكريم أن الله سبحانه و تعالى قد خلق سيدنا ادم من صلصالٍ كل فاخر و الصلصال مادة من الطين، موجودة في معظم أنواع التربة تستخدم في صناعة الخزف والطوب. … ومن الصلصال صنعت الأنتيكات والحلي الفخارية ويحرق الفخار في أفران خاصة …و ا في قرآننا الكريم ذكرت هذة العملية في أكثر من موضع
لنتأمل قول الله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ) المؤمنون/ 12 وكما اتى في تفسير الطبري أسللناه منه، فالسلالة: هي المستلة من كلّ تربة، ولذلك كان آدم خلق من تربة أخذت من أديم الأرض.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل على اختلاف منهم في المعني بالإنسان في هذا الموضع، فقال بعضهم: عنى به آدم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قَتَادة: ( مِنْ طِينٍ ) قال: استلّ آدم من الطين.
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ) قال: استلّ آدم من طين، وخُلقت ذرّيته من ماء مهين.
و قد حدثنا رسولنا الكريم (إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ ، جَاءَ مِنْهُمْ الأَحْمَرُ وَالأَبْيَضُ وَالْأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ ، وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ ، وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَبَيْنَ ذَلِكَ) رواه الترمذي (2955) وأبو داود (4693) وصححه الترمذي والألباني في “صحيح الترمذي” .
و من هذا نرى ان لله حكمته في خلقنا من طين ويجب علينا معرفة هذه الحكمة لنقيم امر الله بان نتفكر بكيفية بداية الخلق
لقد فهمنا الجانب الديني من الموضوع و الآن لنذهب للجانب العلمي الذي فسره العالم دارون في نظريته للتطور
نظرية تطور الإنسان هي جزء من نظرية التطور التي وضع أساسها تشارلز داروين والتي تعنى بتكون الإنسان كفصيلة فريدة من نوعها. ويعنى هذا العلم بفهم التطور الحاصل في كل المخلوقات عموما وفي الإنسان خصوصا. دراسة التطور البشري يحوي العديد من المجالات المهمة مثل علم الإنسان وعلم اللغات وعلم الجينات. يتناول هذا الحقل من الدراسة أسئلة شائكة مثل :كيف لنا أن نعرف ما نعرفه في مجال تطور الإنسان؟، كيف لنا أن نعرف ما إذا كان هذا هذه الفصيلة قد مشت على قدمين أم لا؟، أم أنها عاشت في مناطق مداريه أو استوائية ؟، كيف لنا أن نعرف التركيبة الاجتماعية لتلك المخلوقات المنقرضة؟. ما حدث في الماضي ترك لنا أدلة على وجوده وحياته. ووظيفة العلماء هي البحث عن هذه الأدلة وتحليلها وإعطائنا ما يقبله العقل والعلم. هذه الأدلة تأتي على عدة أوجه كأحافير عظام وجماجم وغيرها كعظام الفكين والأسنان أو حتى الأقدام.
بالنظر إلى التحليلات الجينية فإن علماء الأحياء يعتقدون بأن اشباه البشر قد تطوروا من القرود قبل ثمانية أو سبعة ملايين سنة. حتى قبل عام 2000م والمعروف فإن أقدم أحفورة لشبية للبشر كان عمرها اربعة ملايين وخمسمائة الف سنة وسميت بأرديبيتيكوس. في عام 2000م اكتشفت احفورة تعود إلى ستة ملايين سنة وسميت بي Orrorin tugenensis. هذا المخلوق كان له اسنان صغيرة مثل الإنسان الحديث وطبقة كثيفه من الجير على الأسنان مما يعنى انه كان يتغذى على النباتات القوية كالجذور والبذور بدلا من النباتات الطرية الثمار. وبعد دراسة الأحفورة أقر العلماء بأن هذا المخلوق من فصائل الشبه بشرية والتي كانت تمشي على قدمين. وفي شهر يوليو من عام 2002م اكتشفت أحفورة يعود عمرها إلى سبعة مليون سنة ولدرجة اختلافها عن باقي احافير اشباه البشر فقد خصصت لهذه الاحفوره نوع خاص من أنواع اشباه البشر وسميت بـ إنسان ساحل التشادي Sahelanthropus tchadensis.
وسمت اختصارا بـ Toumai ويعتقد بأنه عاش في مرحلة قريبة جدا من بدء انقسام اصول الإنسان الشبة بشريه من القردة. هذا المخلوق وبشكل غريب يحوي تداخلا بين خصائص من كلا القردة وأشباه البشر مما يعني وبالرغم من وجود الدلائل التي تشير مقدرة هذا المخلوق على المشي بقدمية إلى ان العلماء لم يتأكدوا حتى الآن من هذا الشيء. وبالنظر إلى هذه الدلائل فإن فرضية علماء الجينات بان الإنسان انفصل عن القرد قبل سبعه أو ثمانية ملايين سنة أخذه بالوضوح أكثر وأكثر و أكثر
كما يشير عالم البيولوجيا التطورية نوار كبيبو أن أول شبيه للبشر ظهر في أفريقيا
و أرديبيتيكوس Ardipithecus هو أحد الأجناس الشبيهة بالإنسان، يندرج (تحت فصيلة هوميناي) عاشت قبل 4.4 في العصر البليوسيني المبكر. [1]
حاليا تعتبر آردي أقدم هيكل متكامل لأشباه الإنسان. إعادة تركيب هيكل آردي أثار أسئلة كثيرة حول فرضية مرور تطور الإنسان بأحد أنواع القردة العليا. فبالرغم من أن أردي تتشارك مع الشمبانزي والكثير من القرود العليا في بعض الصفات إلا أن تكوين الهيكل أثبت وجود فوارق جوهرية عن ميزات القردة العليا. الكشف عن الهيكل العظمي أثار موجة إعلامية في الغرب لمزيد من النقاش حول إعادة كتابة تاريخ التطور البشري. في حين تناولته بعض وسائل الإعلام العربية على أنه طعن في نظرية التطور لداروين متناسين تفسير وجود أدلة لأشباه البشر.
لقد أثبتنا قبل قليل بإن سيدنا أدم ابو البشرية انه قد خلق من طين و هذا مناف لكل ما ذكر و اثبت علميا علميا قبل قليل ، و كما قيل لي من أحد الاساتذة في تاريخ العلوم عند المسلمين بأن ” كل علمٍ لا يصل الى الوحدانية فهو علمٌ خاطئ ” و لكني اختلف الرأي فبدلاً من نفي العلم الذي لا يصل الى الوحدانية
يجب علينا ان تفكر فيه و ان نحاول ان نربطه بديننا الذي هو منزهٌ عن الخطأ فهو كلام الله سبحانه و تعالى خالق كل شيء
لنذهب الى علم الارض و الاحياء لنرى مم تتكون التربة التي خلقنا منها
فالتربة هي الطبقة السطحية الهشة أو المفتتة التي تغطي سطح الأرض. تتكون التربة من مواد صخرية مفتتة خضعت من قبل للتغيير بسبب تعرضها للعوامل البيئية والبيولوجية والكيمائية، ومن بينها عوامل التجوية وعوامل التعرية. ومن الجدير بالذكر أن التربة تختلف عن مكوناتها الصخرية الأساسية والتي يرجع السبب في تغييرها لعمليات التفاعل التي تحدث بين الأغلفة الأربعة لسطح الأرض؛ وهي الغلاف الصخري والغلاف المائي والغلاف الجوي والغلاف الحيوي. ونستنتج من ذلك أن التربة تعد مزيجًا من المكونات العضوية والمعدنية
و تتكون المادة العضوية في التربة من تحلل جذور وبقايا النباتات والانسان والحيوان ، وعندما تتحلل المادة العضوية بواسطة الكائنات الحية الدقيقة تتحول الى صورة حبيبات مركبة مما يعطي للتربة بناءها المعروف
ومن المعلوم لدينا ان ما يحث للجسم بعد الموت سواء دفن الجسم في القبر-أي قبر-اغرق في البحر او احرق في النار أو أكلته السباع .. فانة يتحلل إلى عناصره الرئيسة الاولى المكونة له وهى عناصر التراب المعروفة والتي يتكون منها, وهى: الكربون والاوكسجين والايدروجين والفسفور والكبريت والأوت والكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والكلور والمغنسيوم والحديد والمنجنيز والنحاس واليود والفورين والكوبالت والزنك والسيلكون والألمنيوم .. وهذا ما اثبته العلم الحديث بتحليل جسم الانسان تحليلا معمليا …
وقوله تعالى (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخري).( طه:55).
وايضا قوله تعالى (وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً. قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً. أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً) 49 – 51 الإسراء.
يثبت بأننا خلقنا من التربة و سنعود اليها على شكل معادن و مواد عضوية
و كما نرى فإن كثيراً من صفات البشر و الحيوانات مرتبطةً ببعضها فمثلاً
وفاء الكلب
حقد الجمل
التكاثر
حنان الحمل
مكر الثعلب
دكتاتورية الاسد
حنان الأم على اطفالها
وكثيرٌ من الصفات نجدها في الحيوان الذي خلق من قبلنا
ولا نستطيع الإنكار بأن هناك تشابها بالشكل ايضا فالقرد اقرب الكائنات لنا شبهاً
والآن لنربط كل الذي ذكرناه ببعضه لقد خلق الله تعالى الانسان من التربة التي في الارض و التي هي بقايا كل الكائنات التي ماتت فيها و من البديهي ان نربط العلم بالدين و نرى ان الله في حكمته في خلقنا من التراب انه قد جمع بقايا الكائنات الحية التي ماتت و خلقنا و جعلنا في أحسن تقويم و بث فينا الروح و ميزنا عنهم بأن اعطانا العقل
قال الله تعالى: « الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ. ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ. ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ» (السجدة، 32/7-9).
«وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون» (النمل، 27/17-32).
نرى في هذه الآيات أن الطير (الهدهد) والنملة يتكلمان ويُقدِّران الأحداث بنظرة موزونة. والقرآن لا يميز بين الإنسان والحيوان بالعقل والكلام، ولكن بفوارق أساسية ثلاثة هي القلب والسمع والبصر ذكرها سبحانه وتعالى في قوله: «وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ» (الأعراف، 7/179).
وقد شبه القرآن الكريم الكافر بالأنعام (الغنم والبقر والإبل) كما في الآية السابقة. والغراب هو أضَلُّ من الأنعامُ. وقد شبه الله تعالى الذي يتعامى ويتجاهل تجاه الحق بالغراب. قال الله تعالى: «ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون» (البقرة 2/171).
وللأنعام قلبٌ، ولكنه لا يصلح إلا لضخ الدم في أبدانها. أما القلب في الإنسان فهو مركز اتخاذ القرار. وهو في الوقت نفسِه مركزُ التحكم في البدن. والعقل يخبر عما هو صحيح، والقلب يقبله أو يرفضه حسب المصالح والرغبات أو الطموحات. والعقل بالنسبة للقلب كمستشار. هذا ما يدل عليه اشتراط التصديقُ بالقلب في صحة الإيمان. وإلا لا ينكر عاقل صحة ما قاله الأنبياء. لذا كثر في القرآن الآيات التي تدعو إلى التفكر والتدبر. ففرعون لم يقبل رسالة موسى، ولكنه كان على يقين من أنه رسول الله. قال الله تعالى: «فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها واستيقنت ها أنفسهم ظلما وعلوا» (النمل، 27/13-14).
وبهذا نكون قد أثبتنا بأن ما جاء به الله هو الصحيح و بأن العلم الذي وصلنا اليه قد اوصلنا الى الوحدانية