قصة المحتال وأهل القرية

in #arabic5 months ago

كان هذا المحتال يمتلك حمارًا فحشي فمه ببعض العملات الذهبية ، وذهب به إلى السوق وعندما نهق الحمار بالسوق تساقطت العملات الذهبية من فمه ، فاجتمع كل من بالسوق وسألوا هذا الرجل المحتال عن سر ما يحدث ؟ فأجابهم بأن لهذا الحمار قصة حيث أنه حمارٌ مسحورٌ عندما ينهق تتساقط العملات الذهبية من فمه دائمًا .

ولأن للذهب سحرٌ كبير يأسر الألباب والعقول فعندما يظهر تذهب عقول الناس معه ، قرر كبير التجار بالقرية أن يشتري هذا الحمار المسحور بأعلى سعر ، ولكن بعد شرائه اكتشف أنه ليس مسحورًا أبدًا ولم ينهق له ذهبًا أو حتى غير ذلك ، فذهب كبير التجار وجمع كل التجار وأخبرهم بقصة هذا المحتال الذي باع له الحمار على أنه ينتج ذهبًا ولكن هذا لم يحدث قط .

فذهبت جموع التجار إلى بيت المحتال وحينما علم أنهم قادمون فر هاربًا خارج البيت ، وعندما طرق التجار باب بيته فتحت لهم زوجته وقالت لهم مرحبًا ، فسألوها عن زوجها فقالت إنه بالخارج ولكنني سأرسل له الكلب كي يحضره ، وفكت كلبًا عندهم كان مربوطًا فخرج الكلب مسرعًا لينادي صاحبه ، فانبهر التجار بالكلب وقالوا لها هل هذا الكلب مروض ويعرف كيف يحضر زوجك ؟
فقالت نعم هو كذلك وبالفعل بعد فترة قصيرة حضر الرجل المحتال ومعه كلب يشبه الكلب الذي كان عندهم ، فنسى التجار ما حدث مع الحمار وأرادوا شراء الكلب بأعلى سعر ، وبالفعل باع المحتال هذا الكلب لأحد التجار وعندما أطلقه التاجر ليحضر له ابنه من السوق فر هذا الكلب ولم يعد أبدًا ، فذهب التاجر وجمع كل التجار معه ليذهبوا إلى بيت المحتال كي يخبروه أنه مخادع ومحتال .

وعندما دخلوا البيت قالت لهم زوجته انتظروا حتى يأتي زوجي من الخارج ، وعندما دخل المحتال المنزل بدأ بالكلام مع زوجته وسألها هل قدمتِ شيئًا لهؤلاء الأكابر علية القوم ؟ فقالت زوجته لا والله ، فكان معه سكين نصلها يدخل في غمدها أي إذا طُعن بها أحد لا تؤذيه أبدًا ، فقام هذا المحتال بطعن زوجته التي كانت تضع كيسًا من اللون الأحمر تحت ملابسها ، فسال الدم أي اللون الأحمر .

فبهت التجار بما رأوا وقالوا له في استنكار أتقتل زوجتك لأنها لم تقدم لنا شراب أو طعام ؟ ماذا تفعل أيها المخبول ؟ فقال لهم لقد فعلت هذا من قبل وقتلتها أكثر من مرة ثم أخرج من جيبه مزمارًا ، وأخذ يعزف عليه فقامت المرأة وهي بكامل صحتها وقدمت لهم القهوة والمشروبات ، فنسي التجار موضوع الكلب وقرروا شراء المزمار .

وبالفعل قام أحدهم بقتل زوجته وعندما حاول النفخ بالمزمار لكي تقوم لم تقم أبدًا لأنها ماتت فعليًا ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد قام بعض التجار الآخرين بأخذ هذا المزمار وطعنوا زوجاتهم لكن زوجاتهم ماتوا جميعًا ، فذهبوا في حالة من الغضب العارم والثورة إلى هذا الرجل المحتال ، ووضعوه في كيس كبير وأغلقوا عليه كي يرموه في البحر ويتخلصوا منه ومن كذبه إلى الأبد .

وساروا به مسافة طويلة حتى نال منهم التعب ، فوضعوه على الأرض لكي يستريحوا ولكن غلبهم النوم فاستغرقوا فيه جميعًا من شدة التعب والإرهاق ، فاستنجد المحتال بصوتٍ عالٍ وأثناء مرور راعي غنم سمع صوته يستغيث ، ففتح له وقال له لماذا أنت محبوس بهذا الكيس ؟

فقال له المحتال إن هؤلاء القوم حبسوني لأنهم يريدون أن يزوجوني بنت أكبر تجار المدينة الجميلة الثرية جدًا ، ولكني أحب ابنة عمي ولا أريد سواها ، ففكه راعي الغنم وهرب المحتال ودخل راعي الغنم داخل الكيس بدلًا منه طمعًا في أن يتزوج بنت كبير التجار ، وعندما استيقظ التجار قاموا بإلقاء راعي الغنم في البحر ظنًا منهم أنه المحتال .

وكان المحتال قد أخذ قطيع الغنم الذي كان مع الراعي وعاد به إلى بيته ، وعندما عاد التجار إلى القرية وهم هانئين بفعلتهم وجدوا المحتال أمامهم ! فقالوا له كيف هذا لقد ألقيناك في البحر للتو ؟ فقال لهم عندما ألقيتموني بالبحر أخرجتني حورية من البحر وأعطتني دنانيرًا من الذهب كي اشترى بها ما أريد ، فاشتريت تلك الأغنام .

فإذا أردتم الدنانير الذهبية يجب عليكم أن تدخلوا في أعماق البحر ، لكي تحصلوا على حوريةٍ أكبر ودنانيرٍ أكثر ، وبالفعل ذهب جميع التجار إلى البحر ودخلوا إلى أعماقه فغرقوا جميعًا بجهلهم وطمعهم ، وهكذا سيطر هذا المحتال على كل القرية وأهلها ومن فيها ، هذا المحتال هو الكيان الصهيوني الذي احتال على الجميع كي يفرض وجوده .

إذا أعجبتك القصة لا تنسى التصويت لها بكثافة
download.jpg

Coin Marketplace

STEEM 0.32
TRX 0.11
JST 0.031
BTC 67705.30
ETH 3767.13
USDT 1.00
SBD 3.73