اين مؤسسات جبر القلوب؟
عنوان المنشور يبدو غريب و لكنه قد يكشف عن قيم عربية و اسلامية قديمة
يقص ابن بطوطة فى كتاب رحلاته علينا حادثة طريفة راها فى دمشق فيقول:
"مررت يوما ببعض أزقة دمشق،فرأيت مملوكا صغيرا قد سقطت من يده صحفة من الفخار الصينى، و هم يسمونها الصحن فتكسرت.. و اجتمع عليه الناس ، فقال له بعضهم : اجمع شقفها و احملها معك لصاحب أوقاف الأوانى . فجمعها و ذهب الرجل معه اليه فأراه اياها فدفع له ما اشترى به مثل ذلك"
و يطلق ابن بطوطة على هذا الوقف اسم (وقف جبر القلوب)فهذا الغلام لو ذهب الى سيده بهذا (الصحن)مكسورا لعاقبه و ربما ضربه فينكسر قلبه لذلك فجعل هذا الوقف لجبر القلوب،
و هذا دليل ايضا على ريادة المسلمين فى وضع النظم و الاوقاف لكفالة المحتاجين و المساكين و الفقراء ،و سبقهم الى هذه الاعمال الجليلة قبل الهيئات و المؤسسات الدولية الحديثة بمئات الاعوام.
علينا التفكير فى انشاء مثل هذه المؤسسات و الهيئات و الاستفادة من هذه الافكار بدلا من ترك المحتاجين فى حالات مفاجئة صعبة تحتاج الى حل فورى .
و ليس انتظارا لمواعيد تقديم الهبات والعطايا . نعم هذه جيدة و لكن ايضا الاستفادة من هذه الحادثة فى انشاء هيئات جديدة متنوعة.
اذا كان الناس يتصرفون فى حدود قيم و معايير معينة، فان عمليات التنمية يجب ان تضع فى اعتبارها القيم السائدة فى وظائفها الاجتماعية .
كما ان عمليات التنمية المتكاملة تتطلب النظر الى البناء الاجتماعى فى شموله و كيانه اذا ما اريد تحقيق التقدم الاجتماعى للمجتمع .
حصلت على تصويت من
@arabsteem curation trail !
و تم اختيار مقالتك ضمن مقالات يومية مختارة للنشر في مقالنا اليومي
يمكنك الحصول على تصويت اضافي عبر ارسال مبلغ اقله
0.05
ستيم او اسبيدي الى حساب التصويت الالي
@arabpromo
مع رابط المقال في حقل المذكرة (memo)
مما يتيح لك الحصول على تصويت مربح بحوالي 2.5 اضعاف :)