مقال اليوم ...................

in #history7 years ago (edited)

نادر شاه مؤسس الاسره الافشارية في ايران ......
ولد في محرم 1100هـ (22 تشرين الاول عام 1688م) وجلس على العرش في شوال 1148هـ (9 شباط 1726م) وقتل ليلة 11 من جمادى الثاني 1160هـ (20 كانون الثاني 1747م)
وكان يعين أباه على رعي ما يملكان من قطعان الغنم والماعز، ولم يتح له من التعليم غير ما لقنته الحياة الشاقة المحفوفة بالمخاطر.
فلما بلغ الثامنة عشرة وخلف أباه كبيراً لأسرته اختطفه هو وأمه المغيرون الأزبك وحملوهما إلى خيوة حيث باعوهما عبيداً. وماتت الأم في ذل الاسر، ولكن نادراً هرب وأصبح زعيماً لعصابة لصوص، واستولى على كالات ونيشابور ومشهد، وأعلن ولاءه وولاء هذه المدن للشاه طهماسب، وتعهد بطرد الأفغانيين من فارس ورد عرش فارس إلى طهماسب. وقد أنجز هذا كله في حملات متلاحقة (1729-1730) ورد طهماسب إلى عرشه، فعين نادراً سلطاناً على خراسان وسيستان وكرمان ومازندران.
ان قبيلة افشار هي احدى القبائل التركية, التي سكنت الصحراء, وكانت تشكل الجناح الايمن لجيش اوغوزخان وقبيلة الافشار تنتسب الى القبائل التركمانية, وقد فرت هذه القبيلة من وجه المغول تاركة تركستان ومستقرة في اذربيجان
وقد ارسل الشاه اسماعيل (الصفوي) قسم من هذه القبيلة الى الجزء الشمالي من خراسان واسكنهم حوالي "ابيورد" بالقرب من منبع نهر كوبكان, يختارون في فصل الشتاء اطراف دستجرد ودركز سكنا لهم .
يرجع اصل نادر شاه الى فرع من قبيلة افشار يعرف باسم "قرقلو" كانت لغته الام تركية وبهذه اللغة كان يتكلم مع امبراطور الهند وجاثليق ارمينيا ولد نادر (شاه) في دستجرد ولذلك بني فيها بعد ذلك مكانا تخليديا له
وعائلته كانت فقيرة ومجهولة
ابوه كان يسمى بـ (اما مقلى) وتسمى اول الامر باسم جده الذي كان يسمى نذر قلى (خادم النذر)وقد تم تسمية نادر بـ (طهماسب قلى) في زمن شاه طهماسب, وبعد تتويجه غير اسمه وتسمى بنادر.
اشتهر نادر بالشجاعة والقوة من خلال اشتراكه في ايام شبابه في منازعات عديدة مع التركمان واكراد جمشكزك خبوشان (قوجان) ومع الازبك وتتر مرو وحتى مع قبيلته افشار
اصدقائه كانوا من بين الافشار واكراد دركز وابيورد (كان قد ابعدتهم الصفوية للدفاع عن الحدود) وكان يربطه بينهم ايضا رابطة القرابة .
ويصفه بعض المؤرخين بأنه كان نابوليون بلاد الفرس أو الإسكندر الثاني. كان له الفضل في حركة المقاومة العسكرية لتحرير إيران من الاحتلال الأفغاني الذي قامت به قبيلة الگلزاي الأفغانية (ذات الأصول الپشتونية) منطلقاً من مدينة "مشهد".
بدأ نادر شاه حياته العسكرية بانضمامه الى عساكر حاكم "ابيورد" المدعو (بابا علي بك) الذي اسدى له نادر خدمات كبيرة فقرر الحاكم تزويجه من ابنته (ناز دار خانم) وقد قطع نادر على ننفسه بعد ان الت اليه الامور في حكم ابيورد بأن يستعجل الوصول الى الحكم مبتدءاً التخلص من صهره بابا علي بك بالسم , ثم توجه الى خراسان حيث حاكمها محمود السيستاني فاصطدم معه بالتعاون مع عشائر التركمان واكراد القوجان فتمكن من السيطرة على قلعة كلات التي اضحت مركزاً لعملياته العسكرية فيما بعد سيما في اعقاب الغزو الافغاني لايران عام 1722م .
بدأ نادر بتوسيع دائرة نفوذه بسرعة واتجه الى فتح نيسابور بأسم الشاه طهماسب الثاني ابن السلطان حسين الصفوي حتى تجمع حوله منذ العام 1727م , ما يقارب خمسة الاف محارب من الافشار , استطاع من خلالهم التخلص من غريمه القوي الذي كان يحضى بنفوذ لدى الشاه طهماسب وهو ميرزا فتح علي خان القاجاري وسيطر على مشهد , فاصبح وجهاً لوجه مع اشرف الافغاني الذي جاء بعد مير محمود الافغاني . لذا عمل اشرف على تجميع قواه لمقابلة نادر شاه وفعلاً تواجه الطرفان في معركة "مهماندوست" عام 1729م , والتي هزم بها الجيش الافغاني هزيمة ساحقة , وبمقتل اشرف على يد قبائل البلوش عام 1730م , انتهت سيطرة الافغان على ايران .
الخطوة الاخرى لنادر شاه هي الاصطدام مع القوات العثمانية التي سيطرت على همدان واعتبرت الولاية حينها عثمانية وعليه اصطدم نادر مع الجيوش العثمانية في ربيع عام 1730م , كانت النتيجة لصالح نادر شاه واستولت الجيوش الفارسية على الاعتدة والمعدات العثمانية .
بدءت المواهة بين نادر شاه والشاه طهماسب عندما قبل الاخير معاهدة الصلح مع العثمانيين عام 1734م , والتي بموجبها تنازل عن العديد من الولايات الايرانية غير ان نادر لم يبقي الامر على ماهو عليه بل ارسل الى طهماسب رسولا يوبخه لفعلته تلك وانه على استعداد لمجابهة العثمانيين , وكانت الخطوة الاولى للوصول الى العرش الايراني هي خلع طهماسب وتعيين ولده الصغير عباس ميرزا بتاريخ 4 ايلول عام 1732م , واعلن نفسه وصيا على العرش .
ثم زحف على العثمانيين بجيش عدته ثمانون ألف مقاتل جندهم بالإقناع أو بالإرهاب وعلى مقربة من سامراء التقى بجيش من الترك يقودهم توبال عثمان وتحقق للاتراك انتصار على جيش نادر شاه في(18 يوليو 1733) ولكنه لملم فلول جيشه في همدان، وجند آلافاً جدداً، وسلحهم وأطعمهم، ثم كر على الترك وبطش بهم في ليلان في مذبحة رهيبة لقي فيها توبال عثمان حتفه ثم اندلعت ثورة أخرى في جنوب غربي فارس، فشق نادر طريقه من الغرب إلى الشرق، وهزم الزعيم المتمرد .
لم ينس نادر أن بطرس الأكبر هاجم فارس في عام 1722، واستولى على أقاليم جيلان وأستراباد ومازندران على بحر قزوين، وعلى مدينتي دربند وباكو وكانت روسيا قد ردت الأقاليم الثلاثة لفارس (1732) لانشغالها في جهات أخرى فهدد نادر الآن (1735) بالتحالف مع تركيا ضد روسيا إن لم تنسحب من دربند وباكو وعليه سلمت إليه المدينتان، ودخل نادر أصفهان دخول الفاتح الظافر الذي أعاد بناء قوة فارس فلما مات الصبي عباس الثالث (1736) مختتماً بموت ملك الصفويين، جمع نادر بين الواقع والمظهر، وارتقى العرش باسم نادر شاه.
وكان يؤمن بأن الخلافات الدينية بين تركيا وفارس تعمل على نشوب الحروب المتكررة، لذلك أعلن أن فارس ستتخلى منذ الآن عن التشيع وترتضي السنية مذهباً لها ثم صادر أوقاف قزوين الدينية ليفي بنفقات جيشه لأن فارس على حد قوله مدينة لجيشها أكثر مما هي مدينة لدينها فأشرك معه في الملك ابنه رضا قلي، ثم قاد جيشاً من 100.000 مقاتل ليفتح به أفغانستان والهند وضرب الحصار عاماً كاملاً حول قندهار فلما استسلمت له عام (1738) كان كريماً رحيماً مع المدافعين عنها، حتى أن جيشاً من الأفغانيين انضوى تحت لوائه وظل وفياً له إلى يوم مماته ثم زحف على كابول ، وهناك أعانته الغنائم التي ظفر بها على رفع الروح المعنوية في جيشه وكان محمد شاه، إمبراطور الهند المغولي، يأبى أن يصدق إمكان غزو الفرس للهند، وكان أحد ولاته قد قتل مبعوث نادر إليه، فعبر نادر جبال الهملايا، واستولى على بشاور، وعبر السند، وزحف على دلهي حتى لم يعد بينه وبينها سوى ستين ميلاً قبل أن يهب جيش محمد لمقاومته والتقى الجيشان الهائلان على بطاح كرنال عام (1739)، واعتمد الهنود على فيلهم، أما الفرس فقد هاجموا هذه الحيوانات الصبورة بكرات النار، فانقلبت الفيلة هاربة وأشاعت الفوضى في جيش الهنود، وقتل منهم عشرة آلاف، وأسر عدد زاد على القتلى .
حصار الموصل :
بعد ان فکر نادرشاه بحصار بغداد أرسل أحد قادته المدعو نرکزخان‏ مع ثمانیة آلاف مقاتل لاحتلال الموصل و فی طریقة الیها دمر العدید من القری‏ و المحاصیل الزراعیة و فتک بأهلها،و بعد وصول هذه القوة منطقة الغزلانی فی‏ الجهة الجنوبیة للمدینة تصدی ابناء الموصل لها بقیادة الوالی حسین باشا الجلیلی و بمعرکة طاحنة انتهت بقتل نرکزخان و ابادة معظم قوته،و هرب من‏ تبقی منها مذعورین باتجاه بغداد للالتحاق بالجیش الفارسی الذی کان قد ضرب‏ الحصار حولها.
و یظهر ان نادر شاه کان یفکر بفتح الموصل قبل بغداد بغیة السیطرة علی‏ نقطة اتصال العراق بالجزیرة،و قطع خطوط المواصلات بین القیادة العثمانیة و بغداد و أحکام قبضته علی العراق،ثم الاستیلاء بعد ذلک علی بغداد بسهولة.
و من المرجع أن نادر شاه کان ینوی الضغط علی الموصل عسکریا و اقتصادیا و نفسیا تمهیدا لحملته الواسعةالتی شنها علی المدینة عام‏ (1743 م)،بینما فشل الحملة السریع و قتل قائدها یدلل علی‏ الاستعدادات العسکریة و الدفاعیة للمدینة و التهی‏ء الجید لکل الاحتمالات.
و بعد فشل نادرشاه فی احتلال بغداد بحدود عشر سنوات عقد العزم علی‏ احتلال الموصل عنوة،و قاد حملته الواسعة المنوه عنها قاصدا الموصل عن‏ طریق بغداد-کرکوک-اربیل(طریق شهرزور القدیم)لان هذا الطریق‏ یساعد علی التقدم المأمون نحو الشمال‏.و کانت حملته تقدر بحدود ثلاثمئة الف مقاتل،و قد تمکن من الاستیلاء علی کرکوک ثم عبر الزاب الصغیر و احتل‏ اربیل و فتک باهلها و دمر قراها و اصبحت الامور مهیئة له للسیر الی هدفه‏ الرئیس مدینة الموصل‏.غیر ان السلطة الحاکمة فی الموصل لم تکن بغافلة عما یجری و خطة نادر شاه لاحتلال الموصل فاخذت تستعد للحفاظ علی کیانها بحماس شعبی‏ منقطع النظیر حیث ضرب الوالی حسین باشا الجیلی خیامه حول المدینة ثم‏ شرع الجمیع بالاستعدادات لمجابهة العدو علی انغام الموسیقی العسکریة. فقد امر الوالی بترمیم السور و تقویته بالجص و الحجارة و سد الثغرات فیه و حصنت القلاع بالمدافع و جهزت بالذخیرة اللازمة،و عینت مراکز المدافعین و حفرت الآبار حول السور لحمایته من نسفه بالبارود،و تم تنظیف الخندق‏ و تعمیقه لیعوق وصول الاعداء الی الاسوار،و سویت التلال و المرتفعات‏ الکائنة حول المدینة لمنع تسلط و اشراف العدو علیها،و ملئت المخازن‏ بالحبوب‏،کما أمر الوالی ألاهالی الکائنین خارج الاسوار بالدخول‏ الیها.
و بهذا اصبحت المدینة مستعدة لتواجه مصیرها لوحدها بشجاعة منقطعة النظیر،لان الدولة العثمانیة لم تبد أیة بادرة حقیقیة لمسائدة الموصل فی‏ وضعها الصعب و انما اکتفی السلطان محمود الاول بالطلب من والی حلب‏ حسین باشا القازوقجی ان یساعد الموصل بعدد من أتباعه‏ الذین قدروا بحوالی الفی مقاتل توفی بعضهم فی الطریق الی الموصل قبل وصول القوات‏ الفارسیة بیوم واحد،کما انضم الی المدافعین عن المدینة حاکم کویسنجق‏ (قوج باشا)بفرسانه البالغ عددهم خمسمائة مقاتل و بهذا بلغ عدد القوات‏ المدافعة عن المدینة حوالی ثلاثین الف مقاتل‏ فی حین بلغت قوات نادر شاه‏ بحدود ثلاثمائة الف مقاتل‏.
و لما ظهر نادر شاه بجیشه البالغ ثلاثمائة الف وعدته الکبیرة عند قریة یارمجة الواقعة علی الساحل الایسر لدجلة الی الجنوب الشرقی من الموصل‏ بحوالی خمسة عشر کیلومتر بحیث أصبح یشرف علیها عندها اتخذ الوالی‏ حسین باشا الجلیلی خطوة أخری تتضمن اصدار أوامره بالاتفاق مع حلیفیه‏ والی حلب و حاکم کویسنجق و من معهم من الجیش بالزحف علی العدو و مقاومته،کما ارسل اخاه عبد الفتاح علی رأس قوة هاجمت العدو بکل‏ شجاعة و ضراوة،و لما حاول العدو تطویقه تمکن من اختراق ذلک الطوق وانسحب داخل المدینة و اقفلت مداخلها و بادر مقاتلیها بمقاومة العدو من‏ داخلها.
و باشرت مدافع الجيش الفارسي بضرب المدینة دفعة واحدة لمدة ثمانیة ایام بلیالیها. و لما لم یفت بعضد المدافعین ذلک أتخذ العدو خطوة أخری فرکز نیران‏ مدفعیته علی البرج الرئیس لقلعة الموصل(باشطابیة)الذی یحوی غرفة عملیات الوالی حسین باشا الجلیلی و علی الرغم من احداث بعض‏ الثغرات الا ان المدافعین تمکنوا من سدها بأکیاس التراب و وضع أجساد الشهداء فیها.
و لجأ نادر شاه بعد ذلک الی الحصار الاقتصادی فأمر بتحویل احدی‏ شعبتی نهر دجلة عن المدینةالا ان المدینة عوضت عن ذلک بمیاه‏ الآبار،کما حاول العدو حفر بعض الانفاق تحت السور لیصل الی داخل‏ المدینة الا أنه لم یوفق بتلک العملیة و خسر أربعة آلاف و خمسمئة قتیلاً .
و لما لم یفلح العدو بذلک عمد الی تلغیم أجزاء من السور عند باب سنجار و تهیئة أکثر من الف سلم بالقرب من القلعة الرئیسة و کان یروم من ذلک استغلال انهماک مدافعی المدینة بمقاومة جنده‏ الذین سیتسلقون الاسوار،ثم یدخل المدینة من الثغرات التی ستحدثها الالغام عند انفجارها.غیر ان هذه الخطة فشلت هی الاخری حیث ابطلت‏ الآبار المستحدثة فی اسفل السور مفعول بعضها و انفجر البعض الاخر علی‏ مفجریه و تمکن المدافعون من مقاتلی الموصل من قتل المئات من جند الاعداء الذین حاولوا تسلق السلالم‏.
وهكذا فشل نادر شاه في احتلال الموصل بسبب مقاومة اهلها وجنودها للقوات الغازية .
مؤتمر النجف :
كان نادر شاه يرغب في جعل المذهب الجعفري الامامي مذهباً فقهياً خامساً الى جانب المذاهب الدينية الاربعة , وذلك عن طريق مؤتمر النجف عام 1741م , الذي جمع فيه ممثلي الاديان وسائر القوميات الاخرى .
فبعد ان زار نادر شاه البقاع المقدسة الموجودة في العراق وطاف حول مزار ابي حنيفة وفي النجف رتب مجمعا كبيرا من العلماء وجرى البحث حول طلب تخصيص ركن خاص للشيعة في مكة باشراكهم مع ركن الشافعية . ولاهمية المؤتمر من الناحية التاريخية نورد ما جاء فيه من مقررات :
1- ان اهل ايران عدلوا عن العقائد السلفية ونكلوا عن الرفض والسب وقبلوا المهب الجعفري الذي هو من المذاهب الحقة وجعله خامس المذاهب الاسلامية .
2- ان الاركان الاربعة من الكعبة المشرفة التي تتعلق بالمذاهب الاربعة يشاركهم فيها المذهب الجعفري .
3- في كل عام يعين من قبل الحكومة الايرانية امير للحجاج الايرانيين .
4- يعين وكيلان في الدولتين العثمانية والفارسية من قبل السلطتين لاجل القيام بمصالح الدولتين .
واقر علماء العراق بامامة جعفر الصادق (ع) ومذهب الايرانيين الذي اقروا بدورهم باحقية الخلفاء الثلاثة. واعلن علماء ما وراء النهر بكفر من يثور ضد الايرانيين وان المذهب الجعفري بفروعه يتفق مع الاسلام .
صرف نادر شاه وحرمه مبالغ كثيرة لتزيين وتذهيب العتبات المقدسة من ضمنها مرقد ابي حنيفة فرجع نادر عن طريق المسيب واطراف بغداد
من الاسباب التي ادت بتعجيل خروج نادر شاه من العراق هي الاخبار السيئة الواصلة من ايران والتي تحكي عن ظهور شخص اسمه سام يزعم بانه ابن السلطان حسين "الصفوي" يدعو الناس الى العصيان فارسل نادر نصر الله ميرزا لقمع هذه الفتنة فانهزم الثوار بالقرب من باغشاه في الرابع من ذي القعدة(30ديسامبر) ووقعت قلعة اق سو بيد الايرانيين ونجح سام بالفرار بجلده .
منذ عام 1744م , اندلعت الحرب من جديد بين ايران والدولة العثمانية على الحدود القريبة من ارمينيا وحدثت عدة معارك بين الطرفين كان من بينها معركة "اريوان" ومعركة "مرادتيه" كانت في كلها في صالح قوات نادر شاه . في المقابل حاولت الدولة العثمانية اعادة الكرة غير ان نادر شاه ابدى استعداده لطلب الصلح وارسل وفداً الى اسطنبول للمفاوضة على اساس شروط من ضمنها جعل منطقة وان وكردستان العثمانية وبغداد والنجف وكربلاء والبصرة الى حكم ايران غير ان العثمانيين عدوا تلك الشروط تعجيزية واستعدت الدولة العثمانية لحرب جديدة , غير ان نادر لم يشأ ان يدخل في حرب جديدة مع العثمانيين بسسب تذمر جيشه من كثرة الحروب التي قادها بنفسه , واخيرا توصل الطرفان الى صلح دائم بالقرب من مدينة ممهاباد الكردية بتاريخ ايلول عام 1746م وانتهى عهد الصراع العثماني الفارسي .
شهدت السنوات الاخيرة من حكم نادر شاه تزايد عدد الثورات والانتفاضات الشعبية كان في مقدمتها ثورة اهالي سيستان بقيادة فتح علي خان السيستاني والعصيان الذي وقع في خراسان . وعلى الرغم من قمع كل تلك الانتفاضات غير ان المؤامرات بدءت تحاك ضد نادر شاه وكان من بين المتامرين ابن اخي نادر المدعوا (علي قلي خان) وكانت النتيجة هي تنفيذ عملية اغتيال لنادر في ليلة 23 حزيران عام 1747م .
وهوت من بعد البلاد إلى درك من الفوضى أسوأ مما تردت فيه أيام سيطرة الأفغانيين. فطالب نفر من خانات الأقاليم بالعرش، وتلا ذلك مباراة في التقتيل والاغتيال وقنع أحمد خان بتأسيس مملكة أفغانستان الحديثة. أما شاه رخ-الرجل الوسيم اللطيف الرحيم-فقد سملت عيناه بعد اعتلائه العرش بقليل، فتقهقر ليحكم خراسان حتى 1796. وخرج كريم خان منتصراً من الصراع، وأسس الأسرة الزندية (1750) التي احتفظت بسلطانها حتى 1794. واختار كريم شيراز عاصمة لملكه، وزينها بالمباني الجميلة، وساد جنوبي .فارس تسعة وعشرين عاماً من نظام وسلام لا بأس بهما. فلما مات جعل التطاحن على السلطة يتخذ من جديد صورة
الحرب الأهلية، وعادت الفوضى تضرب أطنابها من جديد.

Sort:  

تاريخنا اولى بان نعرفه

اخي سوف اكون من المتابعين لك وعليك بالمثل لكي تعم الفائدة

تمت المتابعة

Coin Marketplace

STEEM 0.20
TRX 0.16
JST 0.030
BTC 66297.29
ETH 2682.98
USDT 1.00
SBD 2.87