أحتاج توصيلة IIقصة مرعبةII
أحتاج توصيلة
ناثان وهيذر، عروسان متزوجان حديثاً كانا في طريقهما إلى قضاء شهر العسل في شمال كاليفورنيا في إقامة جميلة على البحر.. ركبا سيارتهما من أول المساء وكانا يأملان في الوصول قبل أن يدركهما الظلام، لكن موجة من الضباب حجبت الطريق السريع أبطأت تقدمهما ، كانا على بعد ساعة ونصف من وجهتهما عندما هبط الليل وخيّم على الطريق الغابي الجميل ، ومن يجرب قيادة سيارته في ذلك الطريق سيرى كم هو متعرج ومنحنٍ وطرقاته ضيقة، لكن ناثان كان يقود ببطء وحذر .
في إحدى ممرات الطريق الضيقة، لمح العروسان شابة صغيرة تقف إلى جانب الطريق بمفردها، كانت ترتدي لباساً أبيضاً وترفع إبهامها في إشارة منها إلى حاجتها إلى توصيلة .
- حظاً سعيداً لكِ في محاولتك الحصول على توصيلة في ليلة كهذه.. تمتم ناثان بصوت خافت.
- أوقف السيارة و استدر.. (قالت زوجته هيذر) .. رجاءً ، إنها وحيدة في الظلام يجب أن نساعدها ونوصلها.
- نحن متأخران بساعتين " قال ناثان بامتعاض .
- أرجوك.
استسلم ناثان لإصرار زوجته وانسحب إلى جانب الطريق وعاد إلى الخلف، مع اقترابهما من الفتاة أنزلا نافذة السيارة فلاحظا لباسها الأبيض البالي ووجهها الشاحب النحيل..
- تحتاجين توصيلة ؟ .. كلمتها الزوجة.
- أوه، شكراً.. يجب أن أعود إلى المنزل فقد تأخرت وقد يقلق عليّ والداي بشدة.. أجابت الفتاة التي بدت في أوائل العشرينات.
- أين يقع منزلك ؟ .. سألها ناثان.
- في أسفل الطريق، على بعد حوالي 10 أميال.. قالت وهي تركب السيارة.. " هنالك مفترق طرق ومحطة غاز مهجورة.. ومن الجانب الآخر يمكن ملاحظة منزل أبيض مع حديقة كبيرة، عائلتي تنتظرني هناك."
عندما انطلقت السيارة مجدداً واستأنفت طريقها نحو الشمال، حاول ناثان خلق محادثة مع الفتاة، لكن الشابة الصغيرة كانت صامتة وجالسة بهدوء تام في المقعد الخلفي للسيارة.. لذلك اعتقد العروسان أنها نائمة.. بعد 15 دقيقة تقريباً، لاحظ الزوجان محطة خدمات مخربة، كانت مظلمة تماماً ومهجورة من أيّ ضوء أو حركة.
- هذه هي المحطة ؟ .. سأل ناثان الفتاة.
لا إجابة.. كرر ناثان السؤال ولم يتلقَّ أيّ إجابة، التفت ليوقظ الفتاة ظناً منه أنها نامت لكنه وجد أمامه وجه زوجته الخائفة والتي قالت جملة جعلت ناثان يهتز من الصدمة :
- ناثان.. لقد ذهبت !
- ماذا تقصدين ؟ كيف يمكنها أن تذهب ! .. أجاب ناثان بارتباك وهو يدخل بسيارته في الطريق المؤدي إلى المنزل الأبيض.
اعترضهما ضوء في طريقهما و ظل شخصين، زوجان مسنان سألا ناثان وهيذر إن كان بإمكانهما مساعدتهما بشيء.
- لا أدري.. كنا نقود سيارتنا واعترضتنا فتاة شابة ركبت معنا..
لكن المسن قاطع ناثان وكأنه يعرف الإجابة مسبقاً :
- وطلبت منكما أن توصلاها إلى منزلها.. وأعطتكما هذا العنوان.
- نعم !
- ثم اختفت.. صحيح ؟
أومأ ناثان برأسه موافقا في دهشة.
- سيدي.. أنتما لستما مجنونين ولستما تتخيلان، كما أنكما لستما أول أشخاص يتعرضون لمثل هذا الموقف.. تلك الفتاة كانت ابنتنا وكان اسمها ديان، ماتت منذ 7 سنوات مقتولة دهساً على الطريق بسيارة هرب سائقها بعد فعلته ولم يتعرف أحد على الفاعل حتى يومنا هذا.. لا أدري ماذا أقول لكما، لكنني أعتقد أن شبحها لن يرتاح حتى يجدوا القاتل.
ناثان وهيذر كانا عاجزين عن الكلام ، كانا صامتين حتى عرضت عليهما العجوز زوجة المسن الدخول لتناول بعض الشاي حتى يتخلصا من تأثير الصدمة ، لكن ناثان شكرها ورفض بحجة التأخر عن الوصول إلى النزل.. وبعد تبادل وداع غير مريح، غادر العروسان المكان ، وقادا السيارة في صمت تام .